حبيسة الجدار ...!!

[b][b]من بعد إنقطاع لسنة قد مضت يسعدني بأن أعود للمنتدى الرائع حقا
بهذه القصة التي جننت عقلي المتردّي .. فإلى الحقيقة .

الحقيقة بأكملها

منذ أن سكنّا في هذا البيت قبل خمس سنوات ..ولم تمر عليّ أيُّ ليلة دون أن أسمع هذه الأصوات

ضحك .. بكاء .. صراخ .. محادثات .. كلام غير مفهوم .. تصفير .. ضرب على الجدار ..

حتى إنّه في أحد الأيام كنت أطرق على الجدار وإذا بآخر يرد عليّ بنفس طرقاتي .. وجميع الأصوات التي تخطر على بالك ..!!!!

ولكن الغريب في الأمر أن هذه الأصوات تصدر من المنزل المجاور لبيتنا( الجدار بالجدار ) ..

وعندما نسألهم عن هذه الأصوات يستغربون من ذلك بل يقولوا إننا نحن من يصدر هذه الأصوات ..و لا أحد يسمعها إلاّ عند الساعة الثالثة فجراً و تستمر إلى أن تطلع الشمس . وغالباً لا أرتاح في نومي إذا لم أسمع هذه الأصوات ..لأنني قد اعتدت عليها .

لكن هل هذا الصوت يخصهم أم ماذا ؟؟ ولماذا آخر الليل ؟؟ وقولهم إننا نحن من يصدر هذه الأصوات ؟؟ مع العلم أن أبناء جارنا هم ثلاثة أكبرهم لم يتعدّى سن التاسعة .. وأيضاً عندما يسافرون ما تزال الأصوات تسمع .. بصراحة نحن البشر غالبا ً ما نحب الفضولية و أن نكون أعلم الكائنات في كل شيء ومن هذا المنطلق بدأت في التحقيق بِشأن هذه الأصوات ..وبعد أن تحققت من الأمر وجدت سر هذه الأصوات ؟؟؟؟؟؟

(((((( الحقيقة المرعبة ))))))

بعد أن تحققت من هذه الأصوات وبعد سؤالي لجارنا .. ظهرت الحقيقة التي لطالما انتظرتها .
يقول لي جارنا بعد أن تردد قليلا ً في الرد على أسئلتي : قبل إحدى عشرة سنة كنت متزوجاً من امرأة لطالما تمناها الرجال الذين عرفوها لخلقها ولجمالها ولثروتها .. بعد زواجي بها عشت معها أفضل سنين عمري والتي لن أنساها ما حييت ولكن الحال تغير عندما ذهبت في رحلة إلى إحدى الدول المجاورة للعلاج عندما التقيت بفتاة جميلة وطلبت يدها للزواج مني بعد أن قلت لها أنني متزوج من امرأة أخرى في البداية رفضت الفتاة أن تعطيني رد , إلا ّإذا قابلت والدها وأطلب يدها منه , بعد لقائي بوالد الفتاة ووالدتها وافقا عليّ زوجاً لها .. تزوجت بها لتكون زوجة ثانية لي ثم بعد أن انتهت فترة علاجي قلت للفتاة أنني سوف أذهب إلى بلدي لكي أمهد الطريق أمام زوجتي الأولى بأنني متزوج بثانية وأنها سوف تتقبل هذا الزواج بدون أي معارضة لأنها انسانة متفهمة وذات عقل .. وبالفعل عدت إلى الوطن بدونها . ولكن عندما وصلت إلى الوطن كانت الأحوال الجوية سيئة جداً وهو أمر غريب لأنه في مثل هذا الوقت من السنة لا تهطل الثلوج , وقد نزلنا على طبقة من الجليد في مدرج المطار مما أدى إلى تغير مسار الطائرة على المدرج ولكننا ولله الحمد لم نصب بأذى . عندما نزلنا إلى صالة الإستقبال كانت زوجتي بانتظاري ولكن لم أكن أتوقع أن تستقبلني ذلك الاستقبال البارد .. استقلينا سيارتنا إلى المنزل ونحن في صمت مطبق ..

(صمت الرجل لبرهة ثم عاد يقول) : عندما دخلنا إلى المنزل تبسّمتْ لي وقالت : مبروك مبروك يا حبيبي . تعجبت منها وخفت في نفس اللحظة وقلت لها : على ماذا ؟؟ فقالت : على ماذا هه ؟؟ ثم رفعت يدها لتريني شيئاً لم أرى شيئاً مثله إلاّ في عالم الخيال ... إنّه ((((خاتم زواجي الثاني )))) نظرت إليها وقلت لها : كيف أتيتي بهذا ؟؟ ضحكت بكل صوتها ثم بكت و قالت :أنا لم أصدقكم ولكن الآن أنا تحت أمركم . ( وقد كانت تعني بكلامها هذا أشخاصا وكأنهم جالسين على الأريكة المجاورة وهي خالية ) ثم بعد هذا الكلام الذي قالته ,, قلت لها : هل أنتي بعقلك ؟؟ نظرت إلي و قالت : لا أنت ولا كل الرجال إلاّ ... ثم قالت كلاماً لم أفهمه إلى الآن سوى أنّه كان شتم ولعن ..

بعدها قعدتْ ( المرأة ) على الدرج الذي يؤدي إلى الدور الأرضي ( البدروم )وهي تطلق جميع السبائب والشتائم عليّ و تقول أن زوجتي الثانية لم يكن الذنب ذنبها عندما تزوجتني وأنها مسكينة لا تعرف أصناف الرجال أمثالي .. بعد ذلك صعدتْ إلى الدور الأول وتوجهت إلى جميع الغرف والمطابخ وقامت بكسر جميع الأواني والدواليب الموجودة فيها وهي تصفر وتدندن . وأنا كنت جالس على أريكة في الصالة وأشاهد ما تفعله هذه المجنونة.. لكنني لم أكن لأستوعب كل ما يحدث في حينها سوى أنّه كان خيال .. بعد أن هدأت من تلقاء نفسها قلت لها قومي لأذهب بك إلى بيت أهلك .. وكأنني لطمتها بذكر أهلها أخذت تبكي و تضرب رأسها في الجدار إلى أن نزل منه الدم ولم أتجرأ على التقرب منها لأنني كنت أراها وكأنها ثور هائج .. لكن لم يسعني في حينها سوى أن اتصل على إخوتها لكي يأتوا ويأخذوها .. وعندما أتى إخوتها ورأوها على هذه الحالة اتّهموني أنني أنا من فعل هذا بها .. ولم يقبلوا مني أي توضيح سوى أنّهم سوف ينتقمون لأختهم . أخذوا أختهم بعد أن جعلت المنزل وكأنّ زلزالاً قد قلبه .. وبقيت أنا لوحدي في المنزل ولم أستطع أن أنام في تلك الليلة بطولها لأنني كنت أفكر في الخاتم كيف أتت به هذه المجنونة التي لطالما عرفتها بهدوئها ورزانتها .. وقد ملأتُ رأسي من جميع الأسئلة التي كانت تدور حول ما حدث في تلك الليلة . في اليوم التالي بعد أن أشرقت الشمس أتى إلي أحد إخوتها وهو الكبير منهم والذي لم يأتي عندي تلك الليلة .. وسألني ماذا حدث البارحة ؟؟ فحكيت له كل ما حدث في تلك الليلة .. وبعد أن حكيت له كل ما حدث نظرت إليه بعد أن كنت مطأطأً رأسي وإذا به يبكي ..!!! تعجبت منه و سألته لماذا تبكي ؟؟؟ فقال : بعد أن أخذ إخوتي أختنا من عندك و أركبوها السيارة لم تنقطع من نوبة بكائها طوال الطريق وكانت بين الحين والأخر تقول كلاما غير مفهوم و قد كانوا يحاولون أن يهدّئوا من نوبة بكائها و لكنهم لم يستطيعوا وقبل وصولهم للمنزل قالت : إنك لن تهنأ بنوم بعد اليوم وأنها سوف تفعل بك العجائب ..لأنها تعرف أناس يعملون عندها في بيتها ..سوف يطيعونها في كل شيء هي تريده (وأنا لم أعلم أنه لديك أناس يعملون عندك في منزلك سواك أنت وأختي ) وعندما وصلوا إلى البيت وأرادوا الدخول قالت : لن أدخل هذا البيت إلاّ إذا أحضرتم لي ما أريد .. فوافقوا جميعهم دون تردد ؛ لكي تدخل المنزل , ولكنها لم تقل ماذا تريد منهم . وعندما سألوها قالت إنها تريد أن يحضروا لها زوجتك الثانية خلال يوم وإلاّسوف تقتلك أنت وزوجتك وكل من تراه عينيها. ولكن ليس هذا موضوعنا الآن !!!!! إنما أنه قبل دخولهم للبيت اختفت من أمامهم فجأة !!!!!!! وكأنها دخان ذهب مع الريح .. وبصراحة لم أستوعب كيف اختفت من بين أيديهم وهم أيضاً لم يستوعبوا ذلك إلى الآن .. وأتيت إليك لكي تعاوننا على إيجادها ..
(يقول جارنا وهو الذي يروي كيف تم إيجادها ) : بعد أن حديثه قلت له هيا نذهب إلى الشرطة . وبالفعل ذهبنا إلى مركزالشرطة لكي نقدم بلاغاً عن اختفائها . بعد دخولنا إلى ضابط الشرطة وجدنا المفاجأة أمامنا .. أثناء حديثنا مع ضابط الشرطة أتى رجل شرطة وقدّم لرئيسه صورة وقال : لقد وجدناها في منزلها وهي على هذه الحال والأدلة يا سيدي تقول أنها ماتت بسبب العطش والجوع ويوجد آثار لتعذيبها حتى الموت .. نظرنا إلى الصورة من باب الفضول , وهنا وقعت المفاجأة ..

(( إنّها هي )) نظر إليّ إخوتها وهم لا يصدقون ما يحدث وأنا في ذلك الوقت لم أستطع أن أتحدث وكأنّ شخصاّ ما ربط لساني , لهول ما رأيناه في تلك الصورة .. وجه وكأنه شنق لعدة أيام وشعر مبعثر وأعين جاحظة ... نظر إلينا ضابط الشرطة وقال هل هذه هي ؟ قام أخاها الكبير وقال نعم سيدي إنها هي . بعد ذلك قام الضابط باستجوابنا الواحد تلو الآخر إلى أن أتى دوري وقد كنت متوترا جدا لدرجة أنه فقدت الوعي . وبعد أن استعدت وعي ،

قام ضابط الشرطة بتهدئتي ثم بدأ الاستجواب :هل أنت زوج هذه المرأة ؟

[/b][/b]

[b]
متى كان آخر لقاء لك بها ؟

: البارحة .

من آخر من رآها ؟

: إخوتها .

لكن المرأة وجدناها في منزلك ؟

: وهذا هو الذي أنا متأكد منه أنني لم أرها طوال الليل ....

قال الضابط بعد أن انتهى من استجوابنا جميعا :الآن بعد أن تم التحقيق معكم جميعا ً اكتشفنا أن المرتبط الأول بالجريمة هو .. (ثم سكت الضابط و ضغط على زر استدعاء الحارس , وبعد أن دخل الحارس ) أكمل قوله ( الضابط ) : هو هذا وأشار بيده لرجل كان ذو وجه بشع وملابس قديمة جدا وشعر مجعد . دهشنا جميعا من هول ما رأيناه .. ((إنها هي ولكن بصورة رجل)) اثنان من إخوتها فقدوا الوعي و أنا لم أرى بعد ذلك أي شيء سوى أنها كشرت عن أسنانها وكأنها تقول سوف ألتهمك وأنت حي ..

استيقظت بعد يومين في المستشفى لإصابتي في رأسي , مما أصابني بصداع دائم مازلت أعاني منه إلى اليوم .. بعد أن خرجت من المستشفى قابلت أخاها الأكبر الذي كان هو صاحب القلب الأقوى بيننا وسألته عن حقيقة ما رأيناه في ذلك اليوم . فأجابني بأنني أتخيل لأنني كنت داخلاً في غيبوبة منذ ما يقارب الثلاثة أشهر نظرت إليه نظرت من يقول إنك تكذب ..

ضحك الرجل وقال : لا إنني أمزح معك إن أختي الآن هي بخير وهي في المنزل بانتظارك ..

في البداية تعجبت منه مرةً مختفية ومرةً ميتة ومرةً مجرمة والآن هي بخير..!!

ثم سرت معه إلى بيتي وأنا لا أصدق ما يقوله هذا الرجل وعندما وصلنا إلى البيت كانت زوجتي بانتظاري وجميع إخوتها , حييتهم جميعا وأنا لا أصدق عيني هل هذه حقيقة أم ماذا ؟

عندما جلست على أريكتي المخصصة لي في صالة الضيوف إذا بصوت مألوف بالنسبة لي يناديني باسمي التفت وإذا هو أبي ..

(((لقد توفي أبي منذ ما يقارب الأربع سنوات )))

قدم مني ليصافحني ولم يكن مني إلاّ أن دفعته بعيدا عني وقلت له :من أنت ؟؟ ضحك هذا الشخص مني وقال لي من أنا ؟؟؟ زاد خوفي وضربات قلبي تتسارع وكأني أسابق حصاناً .. قلت له : نعم من أنت ؟؟ قال : أنا الذي فعلت كذا كذا ( وبدأ يسرد علي كل ما فعله لي أبي وأنا صغير ) . قلت : أنت لست أبي !! قهقه هذا الشخص بصوت عالي وكأنه سمع نكتة مني .. لا بل أنا أبوك وهذه المرأة الطيبة هي التي دعتني للقدوم إليك .. نظرت إليها وطأطأةْ رأسها وكأنها مستحيية مني .. سألتها : وأنتي من تكوني ؟؟ نظرت إلي وقد تغيرت معالم وجهها ,

وظهر وجه آخر أشبه ما يكون بالساحرات .. قالت لي : هكذا أنت طوال عمرك , لا تهمك إلاّ نفسك وأما الباقون فهم مجرد شرذمة بجانبك وأنا ومنذ أن تزوجتُ بك وكأني خادمة لديك ولكن الآن أنت من يجب أن يخدمني .

وأخرجتْ من الأريكة التي كنت دائما أستلقي عليها أجسام أشبه ما تكون بأجسام التماثيل النارية ..

في البداية تملكني الخوف ولكنني قد تأقلمت على هذه الأشياء منها ..

وصحتُ عليها قائلا : اليوم أنت لست بأقوى مني , ومدت يدي على إناء صغير للزهور مليء بالماء والزهور الصغيرة .. وضربتها به على وجهها .. وصرختْ صرخة عظيمة ..

ولم يكن منها إلا أن ذهبت مسرعة إلى الجدار واختفت فيه ..

وفجأة اختفى كل من كان في الصالة , وكأن شيئا لم يحدث .

تلفتّ حولي وكل شيء مكانه حتى الإناء الذي انكسر في وجهها وكأنني لم آخذه من مكانه ..

ومنذ ذلك اليوم إلى هذا اليوم ولم تفارقني في نومي , وكل ليلة لها هيئة , حتى إنني قد اعتدت على هذا الأمر ..

سألته : لكننا نحن في منزلنا نسمع هذه الأصوات أيضاً ؟ تبسم الرجل وقال : لا عليك إنها حبيسة الجدار للأبد .

سألته وإذا سقط الجدار ؟؟

لم يكن من الرجل إلاّ أن هز كتفيه معلناً لي بأنه لا يعرف شيئا عن القادم .

لكن ماذا سيحدث لو سقط الجدار ؟؟؟؟
ومن هي هذه المرأة ؟؟؟
وماحقيقة إخوتها ؟؟؟

تمت

تنويه : هذه القصة أبحث عن حل لها حقا فهل من مسعف ..

[/b]